“لينا” كانت طفلة ترسُم غدَها ..

استرجع شخصية مسعود في “التغريبة الفلسطينية” فيمّرُ من امامي موكِبُ تهجيرٍ كامل,
يحمِلُ النَكبَةَ والفَرشَ على ذاتِ الكتف..ماشياً.. مُتَعثّراً.. مُحاولا السفر بذاكرتة قليلا ليعّزز الامل بالعودةِ
فالعسكر لم يُتِح لهُ وقتاً ليُقفل الباب على قُن الدجاج ولا حتّى صَبّ ماءاً كافياً في “مِدْوَد” الخراف..
تَرك وراءَه اعمال غير مكملّة ..فالمفتاح في “التراكتور” وحرامات الصوف منشورَةٌ بالشمس ..
كم استَعجَلَ ذاك المُهَجِّر.. وكأن هناك من لَحِقَهُ بعصا ~ لِمَ لَمْ يُهَجّر تَهجيرَ الهُوَينا..
ويُعطِ موعداً لهذا التضييف.. او حتّى يبعث برسالةٍ بأنهُ جاء ليُطارِد البشريّة..لا لا .. لا حاجة لهذا كلّه ..
كانَ عليه ان يَكتُب بلاغاً وفقط , ليُخبِر فيه الفلاحين الذين لا يفقهون الاختباء وراء المتراس
بأن لا حاجة لزرعِ السمسم هذه السنة..ولا حاجة للمُزايَدة على “بغلَة”  المُختار لانها لن تكون لكلاهما..
آآآه كم صعبة المُباغَتات ..مُباغتات الاحتلال والتضييق ~ تضييقٌ على روحٍ حتّى تتمنّى انّها لو لم تَكون..
كي لا تراها الزوجَة والاولاد مَعصومة العينين ..مشبوكة الرجلين من صهيونيٍ غادِر يَخاف المشي في العتمَة
ويغلي حَراً من رباطة جأشِ تَكبُر وتَكبُر ..  
من حلمٍ سيحلّق بجناحَي”لينا” ~ 
لينا نبضُ الثورة ~  لينا عرسٌ وعزفٌ محفوظٌ ..سَيُدّقُ ونغّني للوَطن الحر

2 Comments on ““لينا” كانت طفلة ترسُم غدَها ..”

    • هيَ بداية وَقع التهجير.. هي اللمحة الاقّل مأساوية من حكاية طويلة لم تنتهي بعد ~ شكرا على المتابعة عزيزتي سمية 🙂

أضف تعليق